التفكير النقدي هو مهارة قيًمة يمكن أن تساعد الأفراد على اتخاذ قراراتٍ أفضلَ ، وحل المشكلاتٍ بشكل أكثر فعالية ، وتحقيق النجاح الحياة الشخصية والمهنية. في سياق مجال الإنشاء والبناء ، التفكير النقدي مهم بشكل خاص لمديري الصحة والسلامة المهنية ، المسؤولين عن تحديد وتخفيف المخاطر المحتملة في مواقع العمل. في هذه المقالة ، سوف نستكشف أهمية التفكير النقدي في إدارة السلامة المهنية ومناقشة استراتيجيات تحسين المهارات.
تعريف التفكير النقدي – Critical Thinking
التفكير النقدي هو عملية تحليل وتقييم المعلومات والأفكار والآراء بشكل منطقي ومنهجي استنتدا إلى الأدلة. حيث يتضمن التفكير النقدي مهارات مثل التمييز بين الحقائق والآراء، التعرف على المغالطات المنطقية، التشكيك في المصادر والدوافع، التحقق من صحة البيانات والاستدلالات، وصياغة الاستنتاجات والحلول المناسبة.كما يهدف إلى تطوير القدرة على التعلم الذاتي والتفاعل البناء مع الآخرين،إضافة.إلى تعزيز الابتكار والإبداع، تحسين جودة الحياة والمشاركة المجتمعية.
يعتبر التفكير النقدي مهارة أساسية في العصر الرقمي، حيث يواجه المرء كمية هائلة من المعلومات والتأثيرات المتنوعة والمتضاربة، ويحتاج إلى تطوير رؤية نقدية ومسؤولة للواقع.
تطبيق التفكير النقدي في الحياة اليومية
كما سلُف الذِّكر، التفكير النقدي هو من ضمن المهارة القيمة التي يمكن أن تساعدنا في اتخاذ قرارات أفضل ،حل المشكلات وتجنب التحيزات والأخطاء. في هذه الفقرة سنناقش بعض الطرق لتطبيق التفكير النقدي في الحياة اليومية.
– أولاً، يجب أن نكون مستعدين للتشكيك في المعلومات والادعاءات التي نسمعها أو نقرأها، ولا نقبلها بدون تحقيق أو تدقيق. يمكننا ذلك بطرح أسئلة مثل: ما هي مصادر هذه المعلومات؟ هل هي موثوقة ومحايدة؟ هل هناك دليل أو برهان على صحتها؟ هل هناك رأي مخالف أو بديل يجب أخذه بعين الاعتبار؟
– ثانياً، يجب أن نحاول تحليل الحجج والبراهين التي يستخدمها الآخرون لإقناعنا برأيهم أو موقفهم. يمكننا ذلك بفحص مدى صحة وقوة الحجج، ومدى اتساقها ومنطقيتها. كما يجب أن نلاحظ إذا كان هناك تضليل أو تشويه للحقائق، أو استخدام للتعميمات أو المغالطات الشائعة.
– ثالثاً، يجب أن نكون قادرين على تقييم خياراتنا وبدائلنا بشكل عقلاني وموضوعي. يمكننا ذلك بإدراك مزايا وعيوب كل خيار، والتفكير في العواقب والآثار المحتملة له. كما يجب أن نضع في حساباتنا قيمنا وأهدافنا وظروفنا، ولا نتأثر بالانفعالات أو الضغوط.
– رابعاً، يجب أن نستفيد من تجاربنا وأخطائنا لتطوير مهارات التفكير النقدي لدينا. يمكننا ذلك بالتفكير في مدى نجاح قراراتنا وحلولنا في المواقف المختلفة، والتعرف على نقاط الضعف والقصور في تفكيرنا. كما يجب أن نسعى لتعلم المزيد من المصادر المختلفة، والانفتاح على آراء وأفكار جديدة.
أهمية التفكير النقدي لمديري الصحة و السلامة المهنية
التفكير النقدي هو مهارة حيوية لمديري السلامة المسؤولين عن ضمان صحة ورفاهية العمال والعملاء والجمهور. يجب أن يكون مديرو السلامة قادرين على تحديد المخاطر والمخاطر المحتملة وتحليلها وتقييمها ، بالإضافة إلى ابتكار وتنفيذ حلول وتدابير وقائية فعالة. يمكّن التفكير النقدي مديري السلامة من:
تطوير رؤية شاملة واستراتيجية لإدارة السلامة في المؤسسات والمشاريع المختلفة
يعتبر التفكير النقدي مهارة أساسية لإدارة السلامة في المؤسسات والمشاريع المختلفة ، حيث يمكنه أن يساعد في تحليل المخاطر والفرص والتحديات والحلول الممكنة بشكل منهجي وموضوعي. يساهم التفكير النقدي في تطوير رؤية شاملة واستراتيجية لإدارة السلامة ، مع مراعاة الأهداف والقيم والمعايير الوطنية والدولية ، من خلال الخطوات التالية:
- تحديد المشكلة أو القضية أو الحاجة المتعلقة بالسلامة في السياق المحدد.
- جمع المعلومات والبيانات المتاحة والموثوقة عن المشكلة أو القضية أو الحاجة ، وتقييم مصادرها وجودتها ومدى صلتها بالموضوع.
- تطبيق المنطق والحُجج والأدلة لتفسير وتفهم المعلومات والبيانات ، وتحديد الفروض والافتراضات والانحيازات التي قد تؤثر على التحليل.
- توليد الأفكار والبدائل والخيارات المختلفة لحل المشكلة أو التعامل مع القضية أو تلبية الحاجة ، مع مراعاة الآثار والنتائج المحتملة لكل منها على السلامة وغيرها من الجوانب ذات الصلة.
- اختيار أفضل حل أو خيار أو قرار بناء على معايير محددة ومبررة ، مثل فعالية الحل ، أو تكلفته ، أو مدى تناسبه مع الأهداف والقيم والمعايير الوطنية والدولية.
- تنفيذ الحلول , الخيارات أو القرارات بشكل منظم ومسؤول ، مع مراقبة التقدم والتعديلات اللازمة.
- تقييم نتائج وأثر الحل أو الخيار أو القرار على السلامة ، مع استخلاص العبر والتوصيات لتحسين الممارسات المستقبلية.
بذلك ، يمكن للتفكير النقدي أن يسهم في رفع مستوى الأداء والجودة في إدارة السلامة ، وزيادة التزام المؤسسات والمشاريع بالمسؤولية الاجتماعية ، وتعزيز ثقافة السلامة بين جميع المشاركين.
تحسين القدرة على التواصل والتعاون مع الأطراف المعنية المختلفة
يمكن للتحليل النقدي أن يساهم في تحسين قدرة مديري السلامة على التواصل والتعاون مع الأطراف المعنية المختلفة، مثل الإدارة والموظفين والموردين والجهات التنظيمية والجمعيات المهنية، لبناء ثقافة سلامة إيجابية ومشاركة، بالطرق التالية:
- التحليل النقدي يساعد على فهم وجهات نظر ,احتياجات وتوقعات الأطراف المعنية، و كذا التعرف على نقاط الاتفاق والخلاف بينهم، اضافة إلى إيجاد حلول مشتركة ترضي جميع المصالح.
- التحليل النقدي يساعد على تطوير مهارات الإقناع والحجاج، بحيث يمكن لمديري السلامة تقديم حجج قوية ومدعومة بالأدلة لدعم مواقفهم ,خططهم وإجراءاتهم في مجال السلامة، مع الرد على الانتقادات أو المخاوف بشكل منطقي وهادئ.
- التحليل النقدي يساعد على تحسين مستوى الثقة والاحترام المتبادل بين مديري السلامة والأطراف المعنية، لأنه يظهر قدراهم على التفكير بشكل نقدي وإبداء آراء مستنيرة ومسؤولة، مع استعدادهم للاستماع إلى آراء الآخرين والتعلم منها.
- يساعد على تشجيع ثقافة التعلُّم والتحسُّن المستمر في مجال السلامة، لأنه يدفع مديري السلامة إلى مراجعة أدائهم وإجراءاتهم بانتظام، والبحث عن أفضل الممارسات والابتكارات في هذا المجال، اضافة الي تبادل التجارب والخبرات مع زملائهم وشركائهم.
تطبيق المنهجية العلمية والأدوات التحليلية لجمع وتفسير البيانات والأدلة
يساهم التفكير النقدي في تطبيق المنهجية العلمية والأدوات التحليلية لجمع وتفسير البيانات والأدلة بعدة طرق، منها:
- تحديد المشكلة أو السؤال البحثي بوضوح ودقة، وتحديد الأهداف والفرضيات المرتبطة به.
- اختيار أفضل الطرق والتقنيات لجمع البيانات والأدلة، سواء كانت كمية أو نوعية، وتحديد مصادرها وجودتها ومصداقيتها.
- تطبيق المعايير والمبادئ الإحصائية والمنطقية لتحليل البيانات والأدلة، واستخلاص النتائج والاستنتاجات المناسبة منها.
- مقارنة وتقييم النتائج والاستنتاجات مع المعارف والأبحاث السابقة في نفس المجال، وتحديد مدى توافقها أو تناقضها معها.
- تقديم النتائج والاستنتاجات بشكل منظم وواضح، مع ذكر المصادر والإشارات المرجعية، وتوضيح نقاط القوة والضعف في البحث، وتوصية باتجاهات للبحوث المستقبلية.
يُظهر التفكير النقدي دورًا حاسمًا في تطبيق المنهجية العلمية والأدوات التحليلية لجمع وتفسير البيانات والأدلة، حيث يزيد من جودة البحث ومصداقيته، ويسهم في إثراء المعرفة الإنسانية.
استخدام التفكير النقدي لتحسين السلامة وحل المشكلات
يساهم التفكير النقدي في تحسين السلامة وحل المشكلات بطرق عدة، منها:
- تمييز الحقائق من الآراء والادعاءات غير الموثوقة أو المضللة، ما يقلل من خطر الانجرار وراء المصادر غير الموثوقة أو المتحيزة.
- تحديد الأسباب والنتائج والعلاقات المنطقية بين الأفكار والمعلومات، ما يزيد من فهم الواقع والظروف المحيطة بالمشكلة.
- توليد حلول مبتكرة وإبداعية للمشكلات، بدلا من الاكتفاء بالحلول التقليدية أو المسبقة، ما يزيد من فرص نجاح الحلول وتناسبها مع الوضع الفعلي.
- تقييم الحلول المقترحة بشكل نقدي وموضوعي، ما يسمح بتحديد مزاياها وعيوبها وآثارها المحتملة على جميع الأطراف المعنية.
تنمية مهارات التفكير النقدي
يعد تطوير مهارات التفكير النقدي أمرًا ضروريًا للنجاح في أي مجال من مجالات الدراسة أو العمل. تمكننا مهارات التفكير النقدي من تحليل وتقييم وتوليف المعلومات من مصادر ووجهات نظر مختلفة ، وكدا تطبيق التفكير المنطقي والحُجج القائمة على الأدلة لحل المشكلات واتخاذ القرارات. تساعدنا مهارات التفكير النقدي أيضًا على تجنب المغالطات والتحيزات الشائعة التي يمكن أن تضعف حكمنا واستنتاجنا.
هناك طرق عديدة لتنمية مهارات التفكير النقدي ، مثل:
الاستماع بانتباه إلى وجهات النظر المختلفة وتحليلها بشكل منطقي وموضوعي.
هذا يساعد على فهم الحجج والأدلة التي يقدمها كل طرف والتمييز بين الحقائق والآراء. كما يساعد على تجنب التحيز والانحياز والتعامل مع المعلومات بشكل نزيه ومسؤول.
مثال على ذلك هو موضوع السلامة في الطرق. إذا أردنا أن نبحث عن أفضل طريقة لتحسين السلامة في الطرق، يجب أن نستمع بانتباه إلى وجهات النظر المختلفة للسائقين والمشاة والسلطات والخبراء. يجب أن نحلل بشكل منطقي وموضوعي الأسباب والعواقب والحلول المقترحة من كل طرف. كما يجب أن نفحص الأدلة والمصادر التي يستند إليها كل طرف ونتحقق من صحتها وموثوقيتها. اضافة ال ذلك ,يجب أن نتجنب الانجذاب إلى وجهات النظر التي تتفق مع مصالحنا أو معتقداتنا دون تدقيق. يجب أن نكون قادرين على تقديم حجج مدعومة بأدلة لدعم رأينا أو لإثبات خطأ رأي آخر.
طرح الأسئلة الجيدة التي تحفز البحث والتعلم والنقاش.
طرح الأسئلة الجيدة التي تحفز البحث والتعلم والنقاش هو مهارة مهمة في التفكير النقدي والتواصل الفعال. فالأسئلة تساعدنا على فهم المواضيع بشكل أعمق، تحديد المشكلات والحلول، تقييم الحجج والأدلة، تطوير الأفكار والإبداع. كما تساعدنا أيضا على إشراك الآخرين في الحوار، وتبادل المعلومات والآراء، وكذا بناء علاقات ثقة وتعاون.
وخير مثال على ذلك هو ما يفعله المهندسون أو المختصون في تصميم وتشغيل المنشآت أو المعدات أو الأنظمة. فهم يطرحون أسئلة كالاتي:
– مفتوحة لتحديد المخاطر المحتملة،
– وأسئلة مشجعة لاستكشاف الأسباب والعوامل المؤثرة،
– وأسئلة دقيقة لتحديد الإجراءات الوقائية أو التصحيحية،
– وأسئلة مغلقة لتأكيد التزامات ومسؤوليات الجهات المعنية.
بذلك يضمنون سلامة العاملين والزبائن والبيئة من أي حوادث أو إصابات أو تلوث.
التعرف على المفاهيم والمبادئ والحجج الأساسية في أي موضوع أو نص.
هو جزء مهم من التفكير النقدي. فهذا يساعد على فهم الرسالة والغرض من الكاتب أو المتحدث ، ويمكن أن يكشف عن الافتراضات والانحيازات والأخطاء المحتملة في الحجج. كما يساعد على تقييم مدى صحة وقوة الحجج ، وإيجاد الثغرات والتناقضات فيها ، وتقديم ردود فعل بناءة ومنطقية.
مثال على ذلك هو قراءة تقرير عن سلامة المهنية في مصنع ما. يجب أن نتعرف على المفاهيم والمبادئ والحجج الأساسية في التقرير ، مثل ما هي المخاطر التي يتعرض لها العاملون ، وما هي الإجراءات الوقائية التي تم اتخاذها ، وما هي النتائج المتوقعة من تطبيق هذه الإجراءات. كما يجب أن نفحص مصادر التقرير ، وطريقة جمع البيانات ، وطريقة تحليلها ، وطريقة تقديمها. هل هناك أدلة كافية وموثوقة لدعم الحجج؟ هل هناك أي تضارب أو تناقض في الحجج؟ هل هناك أي افتراضات أو انحيازات قد تؤثر على صدقية التقرير؟
بالتالي ، يمكننا أن نستخدم التفكير النقدي لفهم وتقييم التقرير بشكل أفضل ، وأن نكون قادرين على اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن سلامة المهنية في المصنع.
التمييز بين الحقائق والآراء والافتراضات والادعاءات غير المدعومة بالأدلة.
هذه الفكرة تعبر عن أحد مبادئ التفكير النقدي، وهو القدرة على التفكير بوضوح وعقلانية، وفهم العلاقة المنطقية بين الأفكار، وتقييمها بشكل موضوعي ونقدي.
لفترض أنك تعمل في مصنع لإنتاج المواد الكيميائية، وتلاحظ أن بعض زملائك يتجاهلون ارتداء الأقنعة والقفازات الواقية أثناء التعامل مع المواد الخطرة. عندما تسألهم عن سبب ذلك، يجيبونك بأنهم لا يشعرون بأي تأثير سلبي على صحتهم، وأنهم يعتقدون أن الإجراءات الاحترازية مبالغ فيها وغير ضرورية.
في هذه الحالة، يجب عليك أن تميز بين الحقائق ,الآراء ,الافتراضات والادعاءات غير المدعومة بالأدلة. فالحقائق هي المعلومات التي يمكن إثبات صحتها أو نفيها بشكل موضوعي، مثل درجة حرارة المصنع أو نسبة التلوث في الهواء. أما الآراء فهي المعتقدات أو التقديرات أو التفضيلات الشخصية للأفراد، مثل شعور زملائك بالراحة أو عدمها أثناء العمل. والافتراضات هي المسلمات أو الافتراضات التي يستند إليها الأفراد في تفسيرهم للحقائق أو تبرير قراراتهم، مثل افتراض زملائك بأن عدم حدوث أي مشكلة صحية لهم حتى الآن يعني أنه لا خطر من التعرض للمواد الكيميائية. والادعاءات غير المدعومة بالأدلة هي التصريحات التي تخالف الحقائق المتاحة أو تستخدم مصادر غير موثوقة أو غير كافية لإثباتها، مثل ادعاء زملائك بأن الإجراءات الاحترازية مبالغ فيها وغير ضرورية.
استخدام مصادر موثوقة ومتنوعة لجمع المعلومات وتقييمها بشكل نقدي.
وهو القدرة على التفكير بوضوح وعقلانية، مع فهم العلاقة المنطقية بين الأفكار، وعدم الاكتفاء بالمعلومات الجاهزة أو السطحية، بل البحث في مصادر مختلفة وموثوقة للتحقق من صحتها ودقتها ومنطقيتها.
إذا كنت تعمل في مجال الصحة، فإنك تحتاج إلى معرفة أحدث الأبحاث والمستجدات في هذا المجال، ولا تعتمد على المعلومات القديمة أو المغلوطة أو المتناقضة. لذلك، يجب عليك استخدام مصادر موثوقة ومتنوعة لجمع المعلومات، مثل المجلات العلمية، والكتب المرجعية، والمؤتمرات الطبية، والخبراء في المجال. كما يجب عليك تقييم هذه المعلومات بشكل نقدي، والتأكد من أنها مبنية على أدلة وبراهين، ولا تتضارب مع المبادئ الأخلاقية أو القانونية أو الدينية.
تطبيق المنهج العلمي في حل المشكلات واختبار الفرضيات.
تطبيق المنهج العلمي في حل المشكلات واختبار الفرضيات هو أحد مظاهر التفكير النقدي الذي يساعد الباحث على تحقيق الحقيقة والتغلب على التحيزات والمسبقات. يتضمن المنهج العلمي خطوات متتالية تبدأ بتحديد المشكلة وصياغة الفرضية ثم جمع البيانات وتحليلها واستنتاج النتائج والتحقق من صحة الفرضية.
الفرضية هي تفسير مؤقت أو حل محتمل للمشكلة يستند إلى المعرفة السابقة أو النظريات الموجودة. تكون الفرضية عبارة عن علاقة بين متغيرين أو أكثر يمكن اختبارها بالملاحظة أو التجربة. تصاغ الفرضية بشكل دقيق وبسيط وواضح ومرتبط بالمشكلة.
اختبار الفرضية هو عملية فحص صحة التفسير أو الحل المقترح للمشكلة بالاستعانة بالبيانات والأدلة المجمعة من المصادر الموثوقة. يمكن اختبار الفرضية بطرق مختلفة حسب نوعها وطبيعة المشكلة، مثل التجربة أو المسح أو دراسة الحالة أو التحليل الإحصائي. يهدف اختبار الفرضية إلى قبولها أو رفضها أو تعديلها بناء على النتائج.
مثال توضيحي وملموس لتطبيق المنهج العلمي في حل مشكلة تتعلق بالسلامة المهنية هو كالآتي:
– تحديد المشكلة: ارتفاع معدل حوادث العمل في مصنع لإنتاج الأثاث.
– صياغة الفرضية: إذا تم تطبيق إجراءات السلامة والصحة المهنية في المصنع، فإن معدل حوادث العمل سينخفض.
– جمع البيانات: استخدام طريقة المسح لجمع بيانات عن عدد وأسباب حوادث العمل في المصنع خلال فترة زمنية محددة، وكذلك عن مستوى التزام العاملين والإدارة بإجراءات السلامة والصحة المهنية.
– التوصل إلى النتائج والاستنتاجات: استخلاص ما إذا كان هناك علاقة ذات دلالة إحصائية بين نقص التدريب وارتفاع معدل حوادث العمل. كما استخلاص ما هي المناطق أو المراحل أو المهام التي تشهد أكبر نسبة من حوادث العمل.
– صياغة التوصيات: اقتراح حلول ممكنة لتقليل معدل حوادث العمل في المصنع، مثل تحسين برامج التدريب والتوعية بين العاملين والإدارة حول أهمية السلامة والصحة المهنية، وتطبيق معايير وقواعد السلامة في تصميم وصيانة المعدات والأدوات والمواد المستخدمة في الإنتاج، وتوفير معدات واقية شخصية للعاملين، وتحديث خطط الطوارئ والإخلاء في حالة حدوث حوادث أو حرائق أو تسربات كيميائية. كما اقتراح إجراء مراجعات دورية لتقييم مستوى السلامة في المصنع وتحديد أي نقاط ضعف أو تحسين.
– تقديم التقرير: كتابة تقرير علمي يشرح خطوات المنهج العلمي التي اتبعت في حل المشكلة، ويعرض البيانات والنتائج والاستنتاجات والتوصيات بشكل منظم ومنهجي، مع استخدام الجداول والرسوم البيانية والخرائط لتوضيح الأفكار. كما يذكر المصادر التي استشهد بها في البحث، ويناقش أي صعوبات أو تحديات أو قيود واجهته في عملية البحث، ويقترح أفكاراً لأبحاث مستقبلية في نفس المجال.
– التفكير بشكل إبداعي وابتكار حلول جديدة ومبتكرة للتحديات.
التفكير بشكل إبداعي وابتكار حلول جديدة ومبتكرة للتحديات هو أحد جوانب التفكير النقدي الهامة. فهو يعني القدرة على تجاوز الحلول التقليدية أو المألوفة والبحث عن أفكار جديدة ومختلفة تحقق الأهداف المطلوبة بشكل أفضل أو أسرع أو أرخص. كما يعني القدرة على تطبيق هذه الأفكار في الواقع بشكل عملي وفعال.
مثال توضيحي وملموس على هذه الفكرة يتعلق بالسلامة المهنية هو ما قام به مجموعة من المهندسين في شركة نفطية كبرى. فقد واجهوا تحديا في إصلاح خط أنابيب متضرر في منطقة صحراوية بعيدة. كانت الطريقة التقليدية لإصلاح الخط هي إرسال فريق من العمال والمعدات إلى الموقع بواسطة شاحنات أو طائرات، وهذا يستغرق وقتا طويلا ويكلف كثيرا. لذلك قام المهندسون بالتفكير بشكل إبداعي وابتكروا حلا جديدا ومبتكرا. قاموا بتصميم روبوت صغير يستطيع التحرك داخل الخط وإصلاح التسربات بواسطة لحام خاص. ثم قاموا بإرسال هذا الروبوت إلى الموقع بواسطة طائرة بدون طيار. بهذه الطريقة، تم إصلاح الخط بشكل سريع وآمن وبتكلفة أقل.
هذا المثال يبين كيف تساهم هذه الفكرة في تطوير مهارة التفكير النقدي. فالمهندسون استخدموا معرفتهم وخبرتهم في مجال عملهم، وتحليل المشكلة وأسبابها وآثارها، وتقييم الحلول المتاحة، وابتكار حلول جديدة تناسب الظروف، وتطبيق هذه الحلول في الواقع. كل هذه هي عناصر التفكير النقدي التي تساعد على اتخاذ قرارات سليمة وإنجاز المهام بشكل ناجح.
يتطلب تطوير مهارات التفكير النقدي ممارسة ومثابرة. إنه ليس شيئًا يمكن تعلمه بين عشية وضحاها أو عن طريق حفظ الحقائق. إنها عادة ذهنية يجب صقلها ورعايتها بمرور الوقت. من خلال تطوير مهارات التفكير النقدي ، يمكننا تعزيز نتائج التعلم لدينا ، وتحسين أدائنا ، ونصبح أكثر ثقة واستقلالية في التفكير.
المهارات الأساسية لمديري الصحة والسلامة والبيئة (HSE)
المهارات الأساسية لمديري الصحة والسلامة والبيئة (HSE) هي مجموعة من القدرات والمعارف التي تمكنهم من تطبيق مبادئ ومعايير الصحة والسلامة في مكان العمل وتحقيق أهدافهم الوظيفية بكفاءة وفعالية. بعض هذه المهارات هي:
– الفهم الجيد لإرشادات الصحة والسلامة المهنية والقوانين واللوائح المتعلقة بها.
– القدرة على إعداد وتنفيذ خطط وسياسات وبرامج الصحة والسلامة في مكان العمل وفقًا للإرشادات القانونية والمعايير الدولية.
– القدرة على تحليل البيانات وتقييم المخاطر وتحديد الإجراءات الوقائية والتصحيحية لتجنب أو التخفيف من حوادث العمل أو المرض المهني أو التلوث البيئي.
– القدرة على تنظيم وإدارة فريق العمل وتوفير التدريب والتوجيه والإشراف للموظفين والمتعاقدين في مجالات الصحة والسلامة والبيئة.
– القدرة على التواصل بفاعلية مع جميع أصحاب المصلحة ذات الصلة، مثل الإدارة والزبائن والجهات التنظيمية والمجتمعات المحلية، في ما يتعلق بمسائل الصحة والسلامة والبيئة.
– الاهتمام بالتفاصيل والملاحظة والابتكار في حل المشكلات واتخاذ القرارات.
هذه المهارات تساهم في تطوير مهارة التفكير النقدي لمديري HSE، حيث تمكنهم من استخدام المنطق والأدلة لتحديد المشكلات وتوليد حلول مستنيرة. كما تساعدهم على تقدير نقاط قوة وضعف خططهم أو إجراءاتهم أو نتائجهم، وإجراء التغييرات أو التحسينات