تعتبر الوقائع و الحوادث الوشيكة من أهم المؤشرات التي تدل على منحى تطور مستوى الصحة والسلامة المهنية في مقر العمل . وتحليلها يتطلب الحصول على معطيات دقيقة و ملموسة من مقر العمل الفعلي,
لهذا يعتبر التبليغ عن أبسط الوقائع و الحوادث الوشيكة من واجبات المستخدمين وتشجيع انخراطهم يبقى على عاتق المشغل.
غير أن هذا الانخراط تعوقه عدة حواجز نذكر منها العشرة الأكثر شيوعا.
1- الخوف
يعتبر الخوف من اهم الاسباب الرئيسية لعدم تبليغ الموظفين عن الوقائع (Incidents) او الحوادث الوشيكة (Near Misses) . فقد لا يعرف المستخدمون ما هي التداعيات المترتبة عن عن التبليغ عن الوقائع (Incidents) ، ما يجعلهم يشكون أن هذا الإجراء قد يؤدي إلى نوع من العقوبة.
إنهم يخشون أن يتم إلقاء اللوم عليهم في الواقعة وأن يكون له تأثير سلبي على حياتهم المهنية ,خصوصا إذا سبق لهم معاينة رد فعل سلبي تجاه عملية التبليغ. لذا فهم يعتبرون الصمت هو الخيار الأكثر أمانًا ، مع العلم انه ليس كذلك.
إن خلق بيئة آمنة وإيجابية بعدم إصدار الأحكام هو وسيلة لمواجهة مخاوف الناس وتشجيعهم على المشاركة دون قلق.
2 – ضغط الزملاء
قد يكون الإبلاغ عن الحوادث الوشيكة (Near Misses) أيضًا أمرًا مزعجًا للمستخدم. ففي بعض الأحيان ، يشعر أنه يتعين عليه الاختيار بين الصدق بشأن ما حدث ، والتعامل مع الأحكام وانتقاد الصادرة عن زملائهم ورؤسائهم في العمل.
يمكن لزملاء العمل رؤية وفهم الإبلاغ عن الحوادث الوشيكة (Near Misses) بعدة طرق. فقد يراه البعض بطولة و شجاعة متن المستخدم الذي قام بالتبليغ , كما قد يراه البعض الآخر تملقا و محاولة من المستخدم للتقرب من الرؤساء .
و استحضار المستخدم لهذا النوع من التأويل قد يجعله ينأى بنفسه عن الشبهات عبر عدم التبليغ , خصوصا اذا كان احد المتورطين في الواقعة أو الحادث الوشيك واحدا من الزملاء المعهود لهم بتأويل هذا النوع من التبليغ على أنه تملق .
تلعب ثقافة مكان العمل الداعمة والتعاونية دورًا كبيرًا في مساعدة الموظفين على التحلي بالصدق والاعتراف بالأخطاء ، مما يعود بالفائدة على الجميع.
3 – ندرة الوقت
انشغال المستخدمين بمهامهم و الضغط الناتج عن ارتباط هذه المهام بمدد زمنية محددة , قد يجعلهم عن غير قصد ينسون او عن قصد يتفادون التبليغ عن الوقائع (Incidents) التي عاينوها في محيطهم تحت ذريعة عدم وجود الوقت الكافي لذلك.
و لهذا فجعل التبليغ عن الوقائع (Incidents) جزءا لا يتجزأ من المهام اليومية للمستخدمين, قد يشجعهم على الانخراط و التبليغ عنها. كما أن تبسيط المساطر الخاصة بالتبليغ سيكون له اثر ايجابي.
4 – غياب او نقص التكوين
يعتبر التكوين الجيد والمستمر من أهم العوامل المساعدة على زيادة نسبة انخراط المستخدمين في عملية التبليغ عن الوقائع (Incidents) و الحوادث الوشيكة.
قد يتجاوز بعض المستخدمين الحواجز السابقة الذكر, لكن عدم معرفتهم بالإجراءات الصحيحة و السليمة للتبليغ عن واقعة عاينوها سيكون أهم مانع لهذه العملية. فجهل المستخدم للإجراءات سيولد لديه شكا و خوفا من الخطأ, و بالتالي امتناعه و تفاديه للقيام بهذه العملية.
لضمان انخراط فعال يجب التاكد من ان كل المستخدمين تلقوا التدريب الكافي الذي يخول لهم التبليغ عن الوقائع بطريقة احترافية وسليمة.
5 – غياب الرد و عدم الاعتراف
ثقافة المشغًِل مهمة جدا في توفير وضمان بيئة عمل آمنة و صحية, فاذا لم يقم المشغل بتشجيع المستخدَمين على الإبلاغ عن الوقائع (Incidents), فلن يأخذوا زمام المبادرة بأنفسهم.
الاسوء من ذلك هو فشل المشغِّل في اداء دوره بعد ان يقرر احد المستخدمين التبليغ . اذا لاحظ تجاهُل المشغِّل للواقعة و تصرفه كما لو ان شيئا لم يحدث على الاطلاق. خصوصا اذا لم يحصل المستخدَم على أي رد فعل إيجابي أو اعتراف تجاه ما قام به , فلن يكون لديه أي دافع مستقبلا للقيام بهذا العمل .
إيلاء أهمية لتبليغات المستخدمين و تتبعها سيجعلهم يثقون في النظام الخاص بتدبير المخاطر الخاص بالمشغل و يجعلهم ينخرطون فيه. كما ان الاعتراف للمستخدم بأهمية ما قام به وإخباره لاحقا بالإجراء المتخذ حيال ما قام بالتبليغ عنه سيكون له اثر ايجابي.
6 – التقليل من شأن الواقعة
ليست كل الوقائع (Incidents) و الحوادث الوشيكة (Near Misses) بنفس الدرجة من الخطورة. فيمكن لبعض الحوادث أن تخيف المستخدمين بشكل كبير ، بينما قد تمر اخرى بهدوء دون أن يلاحظها أحد.
عندما لا ينتج عن واقعة ما أضرار جسيمة ، يميل المستخدمون إلى التقليل من خطورتها. ثم لا يرون أي جدوى من الإبلاغ عنها ، دون أن يدركوا أنه ربما كان فقط الحظ هو الذي أنقذ الموقف ، ويمكن أن تتغير الظروف في المستقبل.
لهذا السبب لا يتم الإبلاغ عن العديد من الوقائع “الصغيرة”, مما يؤدي مستقبلا الى مشاكل كبيرة في السلامة داخل مقر العمل.
باستخدام أداة سريعة وبسيطة للإبلاغ عن المخاطر ، يمكن لأي شخص أن يرى أنه حتى الحوادث “الصغيرة” يمكن التعامل معها وتنفيذ الإجراءات التصحيحية و المناسبة لها.
7 – البيروقراطية
طول وتعقيد المساطر المتعلقة بالتعامل مع الوقائع (Incidents) و الحوادث الوشيكة (Near Misses) يشكل احد الحواجز المؤدية إلى عدم التبليغ عن الوقائع والحوادث الوشيكة (Near Misses) , فكلما طالت و تعقدت الإجراءات , كلما عزف المستخدمون عن الانخراط فيها , نظرا لما تسببه لهم من ارتباك و استنزاف للوقت على حساب المهام الاخرى الموكلة لهم.
8 – فقدان السمعة
قد يتفادى المستخدم التبليغ عن الوقائع (Incidents) , خصوصا التي كان هو طرفا فيها, لخوفه من ارتباط اسمه وسمعته بالوقائع و النتائج المترتبة عنها . كما يمكن أن يخاف من تدني سمعته لدى الرؤساء و الزملاء الذين يعتبرون التبليغ عن الوقائع من شيم المتملقين و الجبناء ,
9 – من الأسهل عدم القيام بذلك
في بعض الأحيان يتفادي المستخدمون التبليغ فقط لأنه أسهل شيء يمكن القيام به , فلا يترتب عنه أي عمل أو جهد إضافي كإعداد التقارير و حضور الاجتماعات وما الى ذلك.
10 – التصحيح السريع
السيناريو الآخر الذي يحدث غالبًا هو عندما يتخذ المشغل إجراءات فورية للتعامل مع الوقائع (Incidents) ويعتبر المستخدمون أنهم فعلوا أكثر من اللازم. ولا يعتقدون أنه من الضروري اتخاذ أي تدابير أخرى وتحليل الحدث بشكل أكبر ،لأنه تم حل المشكلة بتصحيح سريع.
لسوء الحظ ، الحلول السريعة ليست الحل أبدًا ، بغض النظر عن مدى ضآلة الحادثة.يبقى الإبلاغ عن الوقائع (Incidents) والحوادث الوشيكة (Near Misses) هو أفضل ما يجب فعله ، حيث قد تكون هناك مشكلات أساسية أخرى لا يمكن معالجتها عن طريق الحلول السطحية.